-تتوهمين! فلن تستطيعي البقاءَ إلى جانبي مدّة يومين.. أنا رخوٌ، أزحفُ على الأرض. أنا صامتٌ طول الوقت، انطوائيٌّ، كئيبٌ، متذمرٌ، أنانيٌّ وسوداويّ. هل ستتحملين حياة الرهبنة، كما أحياها؟!.. أقضي معظمَ الوقتِ محتجزًا في غرفتي أو أطوي الأزقَّة وحدي. هل ستصبرين على أن تعيشي بعيدة كليًا عن والديكِ وأصدقائكِ بل وعن كل علاقة أخرى؟ ما دام لا يمكنني مطلقًا تصوُّر الحياة الجماعية بطريقةٍ مغايرة؟ لا أريدُ تعاستكِ يا ملينا أخرجي من هذه الحلقةِ الملعونةِ التي سجنتكِ فيها، عندما أعماني الحب..!
=وإن كنت مُجرد جثة هامدة في هذا العالم.. فأنا أُحبُّك.
«إنني مُرهَق و لا أستطيع أن افكر في أي شيء. أريد فقط أن أدفن وجهي في صدركِ وأحس بيدك و هي تمسح على رأسي، و أن أظل هكذا إلى نهاية الأبدية.»
المحتويات
كتابة الرسائل.. هي أن يتجرّد المرء أمام الأشباح
«المرء على أية حال لا يثرثر إلا عندما يشعر مرة بشيٍء من السعادة.»
هل كان كافكا مُحقًّا؟
«ولا ثانية هدوء واحدة قد ظفرت بها، لم أنل شيئًا.. لا يمكنني أن أحمل العالم على كتفيّ؛ فأنا لا أكاد أحتمل عبء معطفي الشتوي فوقهما.»
من كافكا إلى ميلينا: «أنا الآن في انتظار أحد أمرين: إما أن تواصلي الصمت الذي سيكون معناه لا تخشَ عليّ أنا في خير حال، أو على الأقل.. بضع سطور قلائل.»
«حلمتُ بكِ مجددًا صباح اليوم. كنتِ تعيسة جدًا لأنني تجاهلت سماع صوتكِ الذي يتكلم إليّ. ربما لم أكن أتجاهله ولكن لم أستطع الرد. قول الحقيقة صعب. إنكِ هُنا. مثلي بالضبط حتى أكثر مني. وأنتِ موجود حيث أنا موجودة. علاوة على ذلك.. أنتِ موجود بداخلي أكثر مني.»
ميلينا: أمل كافكا الأخير
«وأنتِ يا ميلينا لَو أحبكِ مَليون فأنا مِنهم، وإذا أحبكِ واحد فهذا أنا، وإذا لم يحبك أحد فأعلمي حينها أنّي قد مُت.»
«على المرء يا ميلينيا، أن يأخذ وجهكِ بين راحتيه، وينظر مباشرة في عينيك، لعلكِ أن تتعرفي على نفسك في عيني الآخر.»
«أُحبّكِ بكل ما فيكِ، من انهيارٍ وتشتُّت وارتباك.»
«أنني أحاول طوال الوقت أن أنقل إليكِ شيئًا لا يمكن نقله، أن أشرح لكِ شيئًا لا يقبل التفسير. أن أخبركِ بشيٍء يسكن في عظامي ولا يمكن أن تعاني تجربة معرفته فقط سوى هذه العظام وعسى ألا يكون ذلك في الأساس شيئًا سوى ذلك الخوف الذي تحدثنا عنه مرارًا بالفعل. إلا أن الخوف قد امتد إلى كل شيء. الخوف من عظائم الأمور كالخوف من التوافه. الخوف المتشنج كي لا ينطق كلمة. ومن ناحية أخرى فلعل ذلك الخوف ألا يكون خوفًا فقط، لكنه توق في الوقت نفسه إلى شيٍء هو أكبر من كل الأشياء التي تبعث الخوف.»
«أخافُ الأشياء التي تلامس قلبي يا ميلينا؛ لذلك أهرب منها دائمًا، وأهربُ منكِ!»
-كافكا: رأيت طفلًا يتوسل إلى الإله بالحُب.. فأحسستُ أننا بعيدان كل البعد عن الحُب!
=ميلينا: أنا الطفل وأنت الإله.
ماذا يريد كافكا؟
«نصحتك بالأمس بعدم الكتابة إليّ يوميًا، وما يزال هو ما أراه اليوم وسوف يكون هذا خيرًا لكلينا، ومرة أخرى أعود إلى هذا الاقتراح اليوم، وفوق ذلك فإنني أطلبه بمزيد من الإلحاح - فقط، أرجوك يا ميلينا ألّا تلتزمي بهذا الاقتراح، بل اكتبي إلي يوميًا، على الرغم من ذلك، قد تكتبين في اختصار شديد، رسائل أقصر من الرسائل التي ترسلينها إلي الآن، سطرين فقط، أو سطر واحد، المهم هو أن حرماني من هذا السطر الواحد، سيكون معناه عذابي الرهيب.»
«كلما حاولت أن أرفع عيني إلى وجهك.. كلما اندلعت النيران عندئذ.. فلا يسعني أن أرى شيئًا بعد ذلك سوى النيران، ذاك البريق الذي يسكن عينيك.. يزيل معاناة العالم.»
«قليلة هي الأشياء المؤكدة، و أحدها هو أننا لن نعيش معًا مطلقًا.. في نفس الشقة، جسدًا لجسد، و نجلس إلى نفس المائدة.. أبدًا.»
«أنتِ تنتمين إليّ حتى ولو قُدّر لي ألا أراكِ مرّة ثانية على الإطلاق.»
نهايةٌ لن تُروى
«الجو كئيب، أشعر بقلبي يثقل بين ضلوعي، فلم أستلم منك رسالة بعد، أعرف أنه مازال باكرًا أن أستلم منك رسالة، لكن.. أشرحي ذلك لقلبي!»
كان بإمكاننا إصلاح الأمور
أن تكوني أنتِ الطرف الأفضلوتتنازلي قليلًاكما كنت أفعل أنا!كان من المُمكن أن تستمري بقوْل صباح الخير،وأنا بدوري أنتظر الصباح لكي تقوليها..وتودعينني ليلًا، وأغلق الكونَ بعدكِ!ما أشعر به ليس حُبًّا يا ميلينا!أو قد يكون حُبًّا،ولكن ليس كما تتخيلينه..إنهُ أكبر من ذلك!انا الآن من دون روح، من دون إحساسومن دون أي شيء!لم أشعر يومًا أنني بحاجة أحد كما أشعر الآن!صدقيني يا ميلينا، أنتِ روعة الأشياء البائسة..وأنتِ الحياة لكل جذوري اليابسة،أفتقدكِ كثيرًا،أكثر مما تخيلتُ بأن الفقد مؤلم!ما الفائدة من إغلاقكِ للأبواب،إن كانت روحي عالقه على جدران بيتكِ؟!أنتِ الآن تُزيدين البُعد شوقًا..أفتقدكِ..*وعدٌ..سيكون هذا آخر ما أكتبه إليكِ..
وداعًا.. يا عظيمتي..