العمر البيولوجي والعمر الحقيقي قد يختلفان - Egyptian Researchers - الباحثون المصريون

العمر البيولوجي والعمر الحقيقي قد يختلفان

العمر البيولوجي والعمر الحقيقي.. قد يختلفان!

حين تنظر لزملائك في حفل التخرّج، ستلاحظ بالتأكيد أن بعضكم يبدو أصغر أو أكبر من عمره الحقيقي، على الرغم من أنّكم وُلِدتُم جميعًا في نفس السنة. دراسة حديثة نُشرَت في «وقائع الأكاديمية الوطنية للعلوم- Proceedings of the National Academy of Sciences» تؤكّد هذه المُشاهدة، بأن الناس يتقدّمون في السن بمعدّلات مختلفة، وعلى الرغم من أن معظم مَن أُجريت عليهم الدراسة كانت أعمارهم البيولوجية قريبة من أعمارهم الحقيقيّة؛ إلّا أن البعض بالتأكيد كان عمره البيولوجي أكبر أو أصغر بكثير من عمره الحقيقيّ! ممّا انعَكسَ على حالة أعضائهم الداخلية، ومعدّل عمليات الأيض، وقُدراتهم العقليّة.

تّتبّع الباحثون 1000 شخص من نفس المدينة ونفس العمر، وتحقّقوا من بعض وظائفهم الحيويّة خلال مراحل عمريّة مختلفة، وكانت المراحل كالتالي: عند بلوغِهم «26 و 32 و38» عامًا، كان التحقّق على أساس فحص 18 علامة فسيولوجية من علامات الإصابة بالأمراض المُزمنة المتعلّقة بالتقدّم في العمر -مثل وظائف الأعضاء والأيض وضغط الدمّ وصولاً لمدى طول تيلوميراتهم- لحساب أعمارهم البيولوجيّة ومقارنتها بأعمارهم الحقيقيّة.

توفي 30 شخصًا من المُشاركين في الفحوص قبل أن يصلوا إلى الفحص الأخير -الذي يُجرى عند عمر الـ38- بسبب مجموعة من المشاكل، إمّا بسبب الأمراض كالسرطان، أو بسبب حوادث أو حتى انتحارات، أما بالنسبة لبقيّة المجموعة؛ فقد تمّ تجميع بياناتهم ودراستها وتحليلها لمعرفة معدّل تقدّمهم في العمر، وكما ذكرنا سابقًا فعلى الرغم من أن معظم المُشاركين تقاربت أعمارهم البيولوجية مع الحقيقيّة؛ إلّا أنه كان هناك بعض الانحرافات، فعلى سبيل المثال أحد المُشاركين كان عمره البيولوجي يشير إلى الـ28 عامًا، ممّا يعني أنّه تقدّم في العمر بمقدار«0 سنوات» لكل سنة حقيقيّة مضت من عمره. في حين أن إحدى الحالات الأخرى كان عمرها البيولوجي يشير للـ61، ممّا يعني أن هذا الشخص تقدّم في العمر بمعدّل 3 سنوات لكل سنة حقيقية مرّت عليه.

وعلى عكس معظم الدراسات المُشابهة التي عمدت إلى دراسة كبار السنّ؛ فإن الفريق أراد إجراء دراساته على الشباب، وفسّر ذلك قائد الدراسة «دان بلسكي-«Dan Belsky قائلًا: “معظم الدراسات المشابهة تهتمّ بدراسة كبار السنّ، لكن إذا أردنا أن نتمكّن من منع الأمراض المتعلّقة بتقدم العمر؛ فعلينا إذًا أن نوجه اهتمامنا نحو الشباب”.

في الحقيقة، فإن الباحثين لم يلقوا بالًا للاختلافات في أنماط حياة المتطوّعين -مثل التدخين أو ممارسة الرياضة- لذا يُخطّط العلماء للعودة والنظر لتلك العوامل الأخرى في حياة كل مُتطوّع، لمحاولة معرفة أثر هذه الاختلافات على الفروقات بين عمر الإنسان البيولوجي وعمره الحقيقي. ويعقّب دان بلسكي: “كلّما تقدّمنا في العمر كلّما زاد خطر إصابتنا بالأمراض المختلفة، ولتجنّب الإصابة بأمراض متعدّدة في وقت واحد؛ يجب أن تكون الشيخوخة هي هدف دراستنا، وإلّا فـلا جدوى!”.

إعداد: Ahmed Mosad
مراجعة: Dana Abufarha
تصميم: Hossam S. Mohamed

#الباحثون_المصريون